أنواع الضرائب في السعودية

أنواع الضرائب في السعودية: النظام الضريبي في المملكة العربية السعودية

تعتبر الضرائب أحد الأدوات المالية الأساسية التي تعتمد عليها الدول لتمويل ميزانياتها العامة، وتحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية. وفي المملكة العربية السعودية، تتمثل الضرائب في العديد من الأنواع التي تساهم في تمويل الإنفاق العام وتعزيز الاقتصاد الوطني. رغم أن المملكة تشتهر بنظام ضريبي منخفض مقارنة بالكثير من الدول الأخرى، إلا أن هناك تغييرات وتطورات جارية في النظام الضريبي السعودي بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الإيرادات غير النفطية.

في هذا المقال، سنستعرض أنواع الضرائب في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك الضرائب المباشرة وغير المباشرة، وكيفية تطبيقها، إضافة إلى الدور الذي تلعبه في الاقتصاد الوطني.

1. الضرائب المباشرة

الضرائب المباشرة هي تلك التي تُفرض على دخل الأفراد أو الشركات، وتُعتبر من أهم المصادر التي تساهم في التمويل العام. وتستهدف هذه الضرائب بشكل مباشر الأرباح أو الدخل الذي يحصل عليه الأفراد أو الكيانات القانونية. في المملكة العربية السعودية، تركز الضرائب المباشرة على عدد قليل من الأنواع التي تدر إيرادات كبيرة.

أ. ضريبة الدخل على الأفراد

على الرغم من أن المملكة لا تفرض ضريبة دخل على الأفراد بشكل عام، إلا أنها تفرض بعض الضرائب المتعلقة بالدخل في حالات معينة. على سبيل المثال، هناك ضريبة على الأجور التي يتقاضاها العمال الأجانب المقيمين في المملكة، ويتم خصم هذه الضريبة من رواتبهم مباشرةً. هذا النوع من الضرائب يُطبق على العمالة الأجنبية في المملكة ولا يشمل المواطنين السعوديين.

ب. ضريبة الشركات (الزكاة)

تُعد الزكاة هي إحدى أشكال الضرائب التي تُفرض على الشركات والأفراد في المملكة، ولكنها تختلف عن الضرائب التقليدية في بعض الجوانب. الزكاة هي نوع من العبادة المالية التي فرضها الإسلام على المسلمين. بالنسبة للشركات التي تعمل في المملكة، يتم فرض الزكاة على أرباح الشركات بمعدل 2.5% من صافي الدخل. أما بالنسبة للمستثمرين الأجانب، فتخضع شركاتهم لضريبة الدخل التي تصل إلى 20% من صافي الأرباح.

2. الضرائب غير المباشرة

الضرائب غير المباشرة هي تلك التي تُفرض على السلع والخدمات، وتُعتبر من أهم مصادر الإيرادات في السعودية بعد النفط. تُضاف هذه الضرائب إلى سعر السلع والخدمات التي يتم شراؤها من قبل الأفراد والشركات، وتختلف عن الضرائب المباشرة في أنها لا تُقتطع مباشرةً من الدخل.

أ. ضريبة القيمة المضافة (VAT)

أُطلقت ضريبة القيمة المضافة في المملكة العربية السعودية في 1 يناير 2018، كجزء من خطة الحكومة السعودية لتنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز الإيرادات غير النفطية. تُفرض هذه الضريبة بنسبة 5% على معظم السلع والخدمات التي تُباع في السوق المحلية. في عام 2020، تم رفع هذه النسبة إلى 15% كجزء من الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.

تعد ضريبة القيمة المضافة من أكثر الضرائب غير المباشرة أهمية في المملكة، حيث تساهم بشكل كبير في زيادة الإيرادات الحكومية. ومع تنامي الاستهلاك المحلي، أصبحت هذه الضريبة أحد المصادر الرئيسة لتمويل مشاريع التنمية في المملكة.

ب. ضريبة الانتقائية

تُفرض الضريبة الانتقائية في المملكة على بعض السلع التي يُعتبر استهلاكها مضرًا بالصحة العامة أو البيئة. هذه السلع تشمل المشروبات الغازية، التبغ، المشروبات الكحولية (التي لا يُسمح بتداولها في المملكة) وغيرها من المنتجات. تساهم هذه الضريبة في تحقيق الأهداف الصحية والبيئية من خلال تقليل استهلاك هذه السلع، إضافة إلى كونها مصدرًا إضافيًا للإيرادات.

تم فرض ضريبة انتقائية على السلع التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو المواد الكيميائية الضارة، مما يشجع على تقليل استهلاك المنتجات الضارة للصحة العامة.

3. الضرائب الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد السعودي، ومن هنا جاء اهتمام الحكومة بتقديم تسهيلات ضريبية لهذه الفئة. في السنوات الأخيرة، تم تقديم العديد من الحوافز الضريبية لهذه المؤسسات في إطار رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى دعم القطاع الخاص وتعزيز مساهمته في الاقتصاد الوطني.

أ. الاستثناءات الضريبية

من بين المبادرات التي تهدف إلى دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، هناك بعض الاستثناءات الضريبية التي تُمكن هذه الشركات من الحصول على إعفاءات أو خصومات ضريبية، خاصة في المراحل الأولى من تأسيس الشركة. تهدف هذه الحوافز إلى تحفيز ريادة الأعمال وزيادة فرص العمل في القطاع الخاص.

ب. الزكاة وضريبة الدخل

كما هو الحال مع الشركات الكبرى، تُفرض الزكاة وضريبة الدخل على الشركات الصغيرة والمتوسطة. ومع ذلك، هناك بعض التسهيلات التي تُمنح لهذه الشركات من حيث النسب الضريبية أو فترات الدفع.

4. الضرائب على العقارات

في السنوات الأخيرة، أعلنت المملكة العربية السعودية عن فرض ضريبة على العقارات غير المستغلة بهدف تحسين استخدام الأراضي، وضمان توجيه الاستثمارات العقارية نحو المشروعات التي تخدم الاقتصاد الوطني. هذه الضريبة تشمل العقارات غير المستغلة أو التي لا تستخدم لأغراض اقتصادية.

أ. ضريبة التصرفات العقارية

تم فرض ضريبة التصرفات العقارية في المملكة في عام 2020، وهي ضريبة تُفرض عند بيع أو نقل ملكية العقارات. هذه الضريبة تمثل نسبة معينة من قيمة العقار، وتُفرض على المشتري أو البائع حسب الاتفاق بين الطرفين. الهدف من هذه الضريبة هو تنظيم سوق العقارات ومنع المضاربات غير القانونية.

5. الضرائب على المعاملات التجارية الدولية

تفرض المملكة العربية السعودية بعض الضرائب على الشركات التي تُنفذ معاملات تجارية دولية، وذلك في إطار مكافحة التهرب الضريبي وضمان حقوق الحكومة في العائدات المالية التي تأتي من هذه المعاملات. تفرض الحكومة السعودية ضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات الأجنبية التي تعمل في المملكة عبر الأنشطة التجارية المختلفة، كما تفرض ضريبة على المعاملات التي تشمل تحويلات مالية دولية.

6. الضرائب البيئية

في إطار الاهتمام المتزايد بالمحافظة على البيئة، أدرجت المملكة بعض الضرائب البيئية التي تهدف إلى تقليل التأثيرات السلبية على البيئة، مثل ضريبة الوقود والغازات الدفيئة. يتم فرض هذه الضرائب على الأنشطة الصناعية التي تُسبب تلوثًا بيئيًا، وهي جزء من التزام المملكة بخطة التحول البيئي العالمي التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الملوثة وتحقيق التنمية المستدامة.

7. الإعفاءات الضريبية

تسعى الحكومة السعودية من خلال النظام الضريبي إلى تحقيق التوازن بين فرض الضرائب على الشركات والأفراد وبين تحفيز النمو الاقتصادي. لذلك، توفر المملكة عددًا من الإعفاءات الضريبية على بعض الفئات مثل:

• الإعفاءات للمنظمات الخيرية: تُمنح بعض المنظمات الخيرية والإسلامية إعفاءات ضريبية.

• الإعفاءات للمشروعات الاستثمارية: تُمنح بعض المشروعات التي تساهم في تنمية الاقتصاد المحلي إعفاءات أو حوافز ضريبية.

الخلاصة

تعتبر الضرائب في المملكة العربية السعودية جزءًا مهمًا من النظام المالي الذي يعتمد عليه الاقتصاد الوطني. من خلال الضرائب المباشرة وغير المباشرة، تسعى المملكة إلى تحقيق أهدافها المالية وتنويع مصادر دخلها بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وعلى الرغم من أن النظام الضريبي في المملكة ما زال في مرحلة التحول، فإن وجود مجموعة متنوعة من الضرائب سيسهم في تعزيز الاستدامة المالية وتحقيق التوازن بين الإنفاق الحكومي والإيرادات المحلية.